الخميس، 21 فبراير 2013

ضوء الشموع









ضوء شموع الحياة





وأنا صغير كنت أُحــب نور الشموع

وكنت أحب منها الدموع

فكانت تسيل كالسلسبيل بغير إنـقـطاع

وكنت أراها الجمال يضوع

بالنور فيشع ويقتل قلب الظلام الشنيع

وكان الظلام يحيط بنور الشموع البديع

يريد الهجوم وينتظرُ فـرصةً للقيام

والشمعةُ تبكي لعلمٍ أنّ البكاء نهايه عـمـر الشموع

وأن الظـلام سينتصر لطول عمر الظلام

فكنت أحــرس النور بكفي وأحيط بالنور الكمام

وتعين الظلام الرياح لتطفئ تلك الشموع

لعلم الرياح أن الشموع ليست كشموع السماء سطوع

وأنها تضيء بغير إنقطاع

فكان الزمان يجري بالعمر كما تجري الشموع شعاع

فينتقص النور من عمر الشموع ويحرق منها النخاع

وهي تقاسي وتصرّ على قهر الظلام

والظلام يرقص على أنغام الشموع مع النسيم غرام

فتبكي الشموع الفناء كما تحكي الفناء الحياة مسك الختام

ويغرد البوم على الغصن النعيق ويعيد الغراب الوداع

الظلام قــويّ ٌ وهو أقـوى من النور البديع

وسيبقى المطاف المئال لنور الصباح السريع الوداع

شموع الحياة تنير الزمان ُ لوقت ٍ قبل وقت الرحيل

وترفع في الريح منها الشراع

فتبحر السفين في محيط الحياة وتجري بأقدام السنين السريع

وتطوي الحياة الزمان ويطوي الزمان الجميع

شمعة الحياة ُ تضي ُ لوقت قبل رحيل الــوداع

فأترك الذكرى تضوع ُ عنك بخير ٍ قبل الوداع الأخير

ولتترحم عليك الحياة فيبكيك حتى اليراع ُ

الذي يطير ُ على النار ِ ويرقص ُ وهو في وقت النزاع

تلك الحياة بعيني كانت على ضوء الشموع

خطها مني اليراع ُ بحرف ٍ بديع

فإن لمست فيها الضوء بحكمة نور الشموع

فتذكرني بخير ٍ لديك حتى يوم الوداع السريع



بواحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق