الخميس، 21 فبراير 2013

في الطريق






في الطريق


وأنا أمشي واطوي طريقاً مساراً

لمستني يدٌ وقالت أتذكرني … فقد كُنتُ يوماً مزارا

وكنت الحلم الذي عينك كل يومٍ تراهُ بالنهار

وكلما النجم دار بالسماء مدارا

والمطر الذي كان من عينك يهملُ فيحي الصدر

لديك كلما تساقط قطرهُ مدرارا

والذي كم قد سقى مشاعر قلبي ورواها بأرقّ

أحاديث الكلام بما يخطه أشعارا

فقلت إنني لا أتذكر إسمك … ذكريني فإنني كالحيارا

والسنين قد غيرت لي ملامح وطار الغرابُ مني نهارا

وحل الشتاءُ برأسي وأقام في عالي منارا

وانتي كذلك صرتي سيدة ً جليله بها الحسن ُ يغطيه الوقارا

وحل بالصدر منك نسيان ٌ وماضيا ً فصار قفاراً

فأبتسمت منها الشفاة ُ فكانت كلؤلؤاً في محارا

وقالت : أنا وجع ُ الصدرُ يوماً لقلبك

وكنت الوجع طول النهارا

والليالي الثكالى بليلك والدموع الثمالى وليل الحيارا

إنظر إليّ تذكّر بقلبك ولا تنظر بعين السكارى

انظر بقلبك فإني لا زلت في تلك الديار ُ وأمشي القفارى

إني يقيناً أراه بعين قلبي نهارا وشمسهُ والصباح

لا زال فيها وقت مزارا

نظرتُ الى تلك العيون والمحيا الجميل وطبع عالي مدارا

ورأيت البيوت القديمة ودورٌ ومساجدٌ ومآذن ٌ ومنارا

والصغار يجرون حولي ويجري بيننا كذاك النهارا

وانتي واقفة ٌ تنظرين َ إليّ وأنا ناظرٌ إليك بعين السكارا

وتضحكين وتشيرين بعين بحديثٍ وكلامُ يطول فيه الحوارا

تذكرتك الآن كلي فانت أميرتي ذات ذاك السواري

الذي أهديتها شريان قلبي وأهدتني حبٌ عنيف يتطاير ُ منه الشرارا

فاحرق مني الضلوع وجوفي شب بنيران ٌ فحل خراب ُ الدمارا

وعشت ارنوا الى الصبح واشكوا المساء النواحا

واحدث النجم والأقمارا

ورمتني في بحر العشق حتى غرقتُ وذقت موت الغريق مرارا

تذكرت الآن نازعة ُ قلبي ومن بكيت عليها

ومن رحلت بخيالي وطارا

وتركتني وحيدا ً دون علم ٍ وغادرتني في عزّ شمس النهارا

توقفت عن الحديث فحل الصمتُ علي ّ كمن حـــلّ
على راسه طيرٌ فطارا
ومسحت دمعة ٌ سالت على الخد مني فكانت احر

من الجمر المشتعل الذي يصليه نارا

وابردت صدر جوفي ونفسي بعد ان نزلت من مقلةُ العين إنحدارا

وحلّت السكينة وسط صدري وحل السكون محل عتاب الحيارا

فأبتسمت وقالت يا صغيري هل ما زلت لديك في تلك القفارى

فكأني أراك بعيني ترعى النسيم وتقطفُ زهر الأماني الحيارا

وكنت أظنّ ان السنين قد عالجتك كمثلي فنسيتُ

ومشيتُ السنين اصطبارا

فقلت : لا شئ يمكن ان ينزع صدري ولا شيء

يمكن ان ينسيني مكان المزارا

لكنها روح ٌ بصدري تعلمت كيف تخفي المصاب

وكيف تكتم عن الناس بجوفها الأسرار

فمسحت على راسيء وقالت وداعا ً فانت أصيلٌ

وستظل في القلب مني فانت المقيم ُ وانت المزارا
 
 
بواحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق