الخميس، 21 فبراير 2013

في طفولتي















في طــفـــولتي








في طفولتي كنت أكـره الظلام








وأكـره حتى عنه الكلام








فقد كنت أراه المجهول المسربلُ بالسقام








وانه اللحظة التي يخرج البعبع من عقال التخوم








ويتسيد بالجلوس على كرسي الظلام القديم








ويأمر الجميع بـاحـترام الطقوس التي بها يحوم








القصص كانت تخيف وارى لها








عظام ولها جسوم








وتمضي في الطريق كلما حل








الظلام وتنشر السقامُ








وتزرع الهوام في الارض فتنبت








العظام وبها تقييم








كأشجار لها طلع ٌ كالسنام والسنابل كالجماجم








تتدلى كعناقيد ُ الشياطين اللئام








كان الفجر هو رفيقي الجميل








وصوت المؤذن يا سلام فقد كنت ُ له أقوم








كان يشعرني باطمئنان ٌ رهيب وب أجمل الاحلام








وديكنا كلما غرد بالصياح أحس انه








صديقي العزيز وهو في تلكة اللحظة الزعيم








وانه شجاع ولا يخاف من الظلام








بل يبشر ُ بالنور وهو الرقيب والقدير








على رحيل اللئام بصوته العظيم








عند إنبزاغ بداية ضوء الصباح كان النواح للنجوم








على الظلام وكنت أحس بها وأشعر انها تقول








للظلام يا قديم ُ لقد هزمت اليوم وكل يوم انت الكلوم








بالرغم أنك لم تصب جراح ولم يفلح النباح








على نور الصباح من شيطانك الرجيم








ديكنا كنت أراه أشـجــع الطيور وهــو








وليس به جــبن الحمام








الذي لا يغرد الا بعد أن يرى النهار








كحال العصفور النديم








الذي أراه لا يلام لانه ضعيف وليس له








مقام بين الطيور والهوام








كنت افرح بالفجر عندما يسلخ الظلام ويبري العظام








فتراه يخرج من عمق الضمير والهموم








فرحي كان كالصيام له يفرحون عند إجتماعهم وقت الأذان








وعلى الطعام يتسمرون شاكرين للكريم








وداعين ربهم له بالقبول من الكريم العظيم والحلوم








تلك كانت قصتي وأنا صغير مستهام








بعشق الجمال ونور الصباح وحبي القديم








وكرهي للظلام الذي يصيبني وجووم








كانت لكم بها حروف ٌ خطها حليم بصدق ٍ عن الخصوم








بها مشاعر ُ طفل ٍ صغير لم يكن دميم ولم يكن أثيم








وإنما كان يرى في الظلام السموم وكان الظلام الغريم








الذي درا بوصفه الكلام وبعقد حرف ٍ تخطه أقلام








فلا يلام القلم إن خط يوما ً مشاعر الصغير على صدره








والعظام وما رواه الشعور للروح وما روته من غموم ُ








بالصدر وحـدّث به اللسان للقلب وشكاه للعليم








فقلب الطفل قلب عظيم ُ به شجون وأفراح ٌ وبه هموم








لا نراها نحن الكبار فليس لها عندنا مقام








ربما نراها كالنسم بل أقل حتى من نسمة الصباح








التي تداوي الجــراح من الهموم








ذلك مني حديث حدثكم به القلم وهو في ضميري








من قدم كان لابد وأن يخطه القلم وإن كنت ُ في الرميم








بواحمد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق