الخميس، 21 فبراير 2013

الـــتــــــيــه












الـتـيــــه










عقب السيجار يطفأ العقبا

ويرميه في كبد الأرض ويصيح بصوته عجبا

فيعلوا الصوت ويبلغ السحبا

والصدى يحاكيه بالصوت ويرجعه له كربا

فينفث ما في صدره من هم مقتضبا

وينظر في عين الشمس يسألها وينصت لها يسمع السببا

فيقول له الصدى بالصدر مرتعبا

يا طالب الآمال خفف فقد بلغت ما طالبته الشهبا

وأنت هناك تحوم حول الحما تخاف تسقط في حفرة الكربا

فيدور كساقية النهر تنقل ماء الأرض تسقيه ماءا ً عذبا

من جداول تسقي النهر شرابا سائغا عذبا

يا نطفة أرض ٍ من ماء الكرب مختلط النسبا

في جوف الروح بروح الجوف قد لعبا

ولا زال يحن الى بطن الأرض يعود الي بطن السببا

فهو ملفوظ ٌ فيها بعد أن فارق القصر الذي فيه قد سكبا

فضاع في فضاء الأرض وصار راحل الغربا

على جواد الليل يسرجه بحالك ٍ قد طمس فيه النجم والشهبا

فإذا أخرج يــداه يراها بعين يقين الصدر مرتقبا

فلا يسمع غير أنين الصدر يشكوه من ظلماته الكربا

وتشرق شمسه بظلام النفس مكتئبا

يا عقبات الزمن قد رصت كجبال الصخر كالحجبا

فحالت بين وصول الروح لفلاة النفس ترعى بأرضها العشبا

يا راحلا ً على مطايا الآمال تركبها وتسقيها الماء العذبا

وتؤمل جلاء أثقال الصدر تزول من همها سببا

وتقرأ وتنفث فيها القول كساحر ٍ يعقد خيوط تمائم ٍ خربا

وطلاسم ٍ يحفرها بحروف القول ودوائر ٍ جنبا

يا وهم الروح توهمها القول وتحكي لها القصص العجبا

فتصدق القول تسمعه بأذنك تحيها بآمال الكذبا

يا كذب الزمن في زمن الكذبا

يخطه الدهر عليك يمليه فتخط الوهم على رمل ٍ ذهبا

في الفكر تراه تبرا ً وهو أصله التربا

يا ضائعا ً تيها ً في الفلاة ٍ يجرى والزمن به يجرى الحقبا

والعمر يضيع والعظم منه يوهنه الطريق بمشيه الصعبا

يا ذرّة مخلوق ٍ كذرّ الكون منتصبا

كنجم الكون السرمدي خــلـقـُه عجبا

أين الأمس منك وهذا اليوم قد ولى كما أمسه ذهبا

بلا رجعة ٍ له إلى يوم قيام الساعة حسابه محتسبا

الكون فيك تراه لكن العين منك بها غضّ ملتهبا

وأنت الكون يراك ككون الله مخلوقه العجبا

التيه منك وفيك وأنت التيه مركوبه الذي ركبا

فإليك أشكوك تراني بهذا القول إليك بشكوا العتبا

فإن فهمت كلامي فقد وجدت الكنز والذهبا

وإلا فأتركني أتيه كما أنت تتيه بأرض الحجبا

فتضيع ما بين حقيقة صدق ٍوبين الوهم والعجبا
 
 
بواحمد

14 \ 02 \ 2012
1. التِّيهُ:
التِّيهُ : المفازة لا علامةَ فيها يُهتدى بها.
ويقال: أَرضٌ تِيهٌ: مَضَلَّةٌ. والجمع : أَتْيَاهٌ.
(جج) أَتَايِيِهُ.
المعجم: المعجم الوسيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق